على مدى خمس ساعات كاملة استمتع الجمهور العربي بشدو شرقي مصري أصيل
آمال ماهر … عادت من بعد غياب طويل …
أقيم الحفل بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية …
ظهرت ( آمال ) بإطلالة رائعة وأداء مبهر متمكن واثق … شدت بمجموعة كبيرة من أشهر أغانيها … كما أمتعت الحضور بمقاطع منتقاة من اغاني كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وغيرها من عمالقة الفنانين المصريين والعرب في الزمن الجميل …
تفاعل الجمهور معها بصورة ملفته رائعة … مما جعلها تزداد تألقا … شعرت بأنها كانت تحتاج إلى هذا التفاعل وهذا التقدير والتشجيع والإعجاب الذي فاق الحدود …
رأيي أن آمال ماهر أصبحت على قمة هرم المطربات في الجيل الحالي بما تملكه من حنجرة ذهبية وأداء متمكن واثق وصوت عبقري يمس شغاف القلوب فضلا عن إحساس مرهف لا مبالغة أو شطط فيه …
هي فقط تحتاج إلى أن تحافظ على موهبتها وأن تتخلص من المشاكل التي تسببت في غيابها عن الساحة الفنية …
عليها أن تعرف قدر ما حباها الله به من موهبة حقيقية …
أتذكر بداياتها وكيف رعتها الدولة وتبنت موهبتها ثم صقلتها على يد عملاق من عمالقة الفن الأصيل …
الفنان المبدع الراحل عمار الشريعي … وهو من تنبأ لها أن تكون سفيرة للطرب المصري الأصيل …
بدأت المسيرة بأداء أغاني العملاقة أم كلثوم
وكانت هي الأكثر اقناعا من بين جميع من غنوا لأم كلثوم …
آمال ماهر تحتاج أيضا إلى أن يتعاون معها مجموعة من المبدعين على مستوى الألحان والكلمات …
تحتاج إلى أن ترسخ لنفسها مكانا يليق بقيمة وحلاوة صوتها … يجب أن تخرج من عباءة أم كلثوم فقد بلغت سن النضج الفني
وأصبح من حقها أن تحلق في سماء الفن الشرقي الأصيل بشخصية مستقلة …
لابد أن تعود الساحة الفنية المصرية إلى سابق عهدها مستثمرة كنوزا من المبدعين الذين يحتاجون إلى فرص حقيقية للتعبير عن مواهبهم …
لابد أن تعود وزارة الثقافة لأداء دورها في اكتشاف ثم رعاية النوابغ في مختلف المحافظات من خلال قصور الثقافة المنتشرة في ربوع المحروسة ….
أيضا دار الأوبرا و أكاديمية الفنون ومعهد الموسيقى العربية ووزارة الإعلام ….
لابد من العودة إلى بث حفلات أضواء المدينة، تلك الحفلات التي كانت سببا في تقديم أشهر و أعظم النجوم …
ستظل مصر رائدة وزعيمة للفن الأصيل …
تحية لكل مبدع … وتحية لكل من قدم دعما لموهبة تألقت في سماء الفن الأصيل …